-->

تهديد جديد للتراث اليمني.. هل تُسجّل "المقالي الرازحية" قريباً كمنتج سعودي؟

 


يحيى الرازحي 


في تكرارٍ لمشهد نسب البن الخولاني اليمني الشهير إلى المملكة العربية السعودية، تتصاعد اليوم مؤشرات خطيرة حول محاولات نسب "مهنة نحت المقالي" الرازحية – التي اشتهرت بها مديريات رازح وغمر ومنبه في محافظة صعدة – إلى المملكة، في انتهاك صارخ للهوية التراثية اليمنية الأصيلة.



ففي مقطع متداول، يظهر أحد الناشطين السعوديين وهو يتحدث في مهرجان شعبي عن "استخراج المقالي من جبال جازان"، في حين أن الحقيقة المعروفة منذ مئات السنين تؤكد أن نحت المقالي يتم حصريا في جبال رازح ومنبه وغمر، عبر أيدٍ ماهرة من الحرفيين اليمنيين الذين توارثوا هذه المهنة أباً عن جد.


المؤسف أن الفيديو يُظهر أحد الأشخاص وعلى الأرجح أنه من أبناء رازح المغتربين في السعودية وهو يشرح عملية تصنيع المقالي وكأنها جزء من التراث السعودي، بينما يتم فعلياً شراء الأحجار من اليمن ونقلها إلى جازان، التي لا تحتوي أصلاً على مناجم للأحجار المستخدمة في نحت المقالي أو "الحرضة" كما تعرف محليا.


إن السكوت عن هذه المحاولات الممنهجة لطمس الهوية اليمنية وسرقة الموروث الشعبي يجب أن يتوقف ، وندعو الجهات المعنية في وزارات الثقافة والسياحة ووزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار،بسرعة التحرك وتسجيل "المقالي الرازحية" كموروث يمني أصيل في قائمة التراث العالمي باليونسكو ، حمايةً لهوية الأجيال القادمة، ومنعاً لأي محاولة مستقبلية لتزوير التاريخ كما حدث مع البن اليمني.


 من حقنا أن نحفظ ما بقي لنا من إرثٍ، لا يُقاس بوزنٍ ولا يُثمَّن بمال

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *