🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
...................................
(الخطبة الأولى)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي له ملكُ السمواتِ والأرضِ وبيدِهِ ملكوتُ السمواتِ والأرضِ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، نَحْمَدُهُ سبحانه على نِعَمِهِ التي لا تُحْصى، وآلائه التي لا تُسْتَقْصى.
وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ المتَفَرِّدَ بالعزةِ والجَبَروتِ، والقُدْرَةِ والمَلَكُوتِ، وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، وصفيُّهُ وخِيرتُهُ من خلقِهِ وخليلُهُ:
بِكَ الكونُ يشدو والسماواتُ تشهدُ بِأنَّك مَحْـمودٌ وأنك أحمدُ
وأنَّكَ هذا الكـونُ والكونُ قـائلٌ أَنَا مَنْ أَنَا ما الكونُ إلا مُحمدُ
صلواتُ الله وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ أعلامِ الهُدى، ورَضِيَ اللهُ عنْ صحابَتِهِ المنتجبين الكرامِ.
أمَّا بعدُ فيا عبادَ اللهِ:
أوصيكمْ ونفسيَ بتقوى اللهِ ولزومِ طاعتِهِ. فهي وصية الله للأولين والآخرين: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
عبادَ اللهِ:
ها هيَ ذي قدْ مضت ثلاثةُ أيامٍ منْ هذا الشهرِ الكريمِ، الذي جعلَهُ اللهُ أفضلَ الشهورِ، وجعل أيامَهُ أفضلَ الأيامِ، وجعلَ ليالِيَهُ أفضلَ الليالي، وجعلَ أولَهُ رحمةً، وأوسطَهُ مغفرةً، وآخِرَهُ استجابَةً وعِتْقًا منَ النارِ.
هذا الشهرُ الكريمُ المباركُ أيها المؤمنونَ الذي جعله الله محطةً مهمةً للتزودِ منَ التقوى؛ حيثُ يقولُ سبحانَهُ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة (183) فبَيَّنَ أنَّ مِنْ غاياتِ ومقاصدِ فَرْضِ الصيامِ: التقوى؛ فهو شهرُ تَنْمِيَةِ التقوى، ولذلك رَغَّبَ اللهُ في الإكثارِ فيهِ مِنْ الطاعاتِ والأعمالِ الصالحاتِ؛ فجعلَ أجرَ النافلةِ فيهِ بأجرِ فريضةٍ وأجرَ الفريضةِ فيهِ بأجْرِ سبعين فريضةً فيما سواه، أبوابُ الجِنانِ فيهِ مُفَتَّحَةٌ، وأبواب النيران فيه مصفدة، والشياطينُ فيهِ مقيدةٌ، والملائكةُ تنادي: (يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقصرْ)، إنها فرصة وغنيمة يجب على كل عاقل اغتنامها والاستفادة منها، فالفرصُ تمرُّ مَرَّ السحاب وفَوْتُ الفُرْصَةِ غُصَّةٌ.
أيها المؤمنون:
إن فضل هذا الشهر الكريم كبير وعظيم فهو شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، فاختصَّ اللهُ هذا الشهرُ بفضائلَ كثيرةٍ منها: أنَّ اللهَ أنزلَ القرآنَ فيهِ، فهناك ارتباطٌ وثيقٌ بينَ القرآنِ والصيامِ: فكما أنَّ القرآنَ كتابُ هدايةٍ وكتابُ رحمةٍ وبيانٍ وتبيانٍ لكلَّ شيء، به يهتدي المؤمنون، وبهداه وبيناته يخرجون من الظلمات إلى النور، فشهرُ رمضانَ أيضا هو شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ، وهو شهرُ القرآنِ فبينَ القرآنِ ورمضانَ تلازمٌ، أيْ: أنَّ الصائمَ لا تزكو نفسُهُ ولا يُقْبَلُ صيامُهُ إلا إذا ارتبط بكتاب الله وتعلق به، بأنْ يُكْثِرَ من تلاوتِهِ وقراءتِهِ بتدبرٍ وتَمَعُّنٍ مستشعرًا حاجتَهُ الماسةَ إلى أنْ يتلوَ كتابَ اللهِ ليهتديَ به في حياته وواقعِهِ، ولكي ينجوَ في آخرتِه يومَ لقاءِ ربِّهِ.
أيها المؤمنون:
ونحنُ لا نزالُ في أيامِ الرحمةِ فلابُدَّ أنْ نتعرَّضَ لأسبابِ الرحمةِ، ومجالاتُ الهدايةِ المُسَببةِ لرحمةِ اللهِ واسعةٌ، وأسبابُ التعرضِ لرحمةِ اللهِ سبحانه كثيرة جدا، وهي مُيَسَّرةٌ لكلِّ منْ طلبَها، ولكنَّها في شهرِ رمضانَ أيْسرُ وأقربُ؛ لأنَّ اللهَ صَفَّدَ فيهِ الشياطينَ، وضاعفَ فيهِ منَ الأجرِ والثوابِ، ومنْ تلك المجالاتِ: الصيامُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
ومنها المحافظة على الصلوات في جماعة والإكثار من النوافل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} ومنها قيام الليل: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)) . ويقول سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فجاء الأمرُ بصيغةِ الجمعِ، وورد عن النبي صلوات الله عليه وآله: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين صلاة). ومنها حضور صلاة الجمعة وخطبتيها: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع لعلكم تفلحون)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ: ذكرُ اللهِ: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) ومنَ الذكرِ: التسبيحُ وهو تنزيهُ اللهِ سبحانه عن النقصِ وعن الظلمِ وينبغي الإكثار منه قال تعالى: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصيلا .... ومنْ مجالاتِ الهدايةِ: الاستغفارُ، وأفضلُ أوقاتِ الاستغفارِ: الأسحارُ، قال الله تعالى: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْـمُنْفِقِينَ وَالْـمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) سورة آل عمران (17) ويقول: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) سورة الذاريات(18)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ وهو من أعظمِها: قراءةُ وتلاوةُ وتدبرُ القرآنِ كتابِ اللهِ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء (82)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ للوصولِ والتحقُقِ بحقائقِ التقوى: الإنفاقُ، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِـمُونَ) سورة البقرة (254) وقال جل وعلا: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم)ٌ سورة البقرة (261)، ومِنْ مجالاتِ الهدايةِ: استشعارُ المسؤوليةِ وأهميتِها وخطرِ التهاونِ أو التفريطِ، وهذا شهرُ تحملِ المسؤوليةِ: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِـمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة المائدة(48).
أيها المؤمنون:
إن الله قد دعاكم في هذا الشهر الكريم إلى ضيافته، فأنتم في هذا الشهر الكريم وَفْدُ اللهِ، أي: ضيوفُهُ. فتعرضوا في هذه الأيام والليالي لنفحاته، وأقْبِلوا عليه بقلوبٍ صافيةٍ منَ الأكدارِ والأوزارِ، يُقْبِلْ عليكمْ بالقبولِ والرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ.
أيها المؤمنون:
ومن التَّعَرُّضِ لنفحاتِ اللهِ: الدعاءُ، والتَّضَرُّعُ لله، فالدعاءُ مِنْ أعظمِ وسائلِ القربِ مِنَ اللهِ؛ لأنَّهُ اعترافٌ للهِ بالحاجةِ والفَقْرِ والضَّعْفِ والانْكِسارِ، فأَكْثِروا مِنَ الدعاءِ لله بالقبول والرحمة والمغفرة وألِحُّوا عليه سبحانه بالدعاء والتضرع فهو مَنْ نَدَبَنا ودَعانا لأنْ نَدْعُوَهُ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) من سورة البقرة- آية (186)، بل إنه سبحانه وصف من يُعْرِضُ عنِ الدعاءِ مستكبرا فقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) سورة الأعراف (206)، وبين لنا كيف ندعُوه سبحانه فقال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ) سورة الأعراف (55).
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ وليُّ الحمدِ ومستحقُّهُ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلواتُ ربي وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ الأطهارِ، وارْضَ اللهمَّ برضاك عن الصحابَةِ المنتجبين الأخيارِ.
عباد الله:
إن من أهم ما نستفيدُهُ في هذا الشهر المبارك التَّحمُّلُ والصبرُ فشعبنا يواجه أشد وأقسى وأبشع مظلومية في التاريخ المعاصر، وعلينا أن نتحلى كشعب مظلوم مُعْتدى عليه بالصبر قال الله سبحانه: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ) سورة هود- آية (115)، وإلى جانب الصبر: التحرك العملي في سبيل الله، والدفاع أنفسنا وأعراضنا وأرضنا، واثقين بالله ومعتمدين عليه، فالعاقبة للمتقين كما قال جل وعلا: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار)ِ سورة الرعد (22)، ويقول عز من قائل: (اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْـمُتَّقِينَ) سورة الأعراف(128).
عباد الله:
في مثل هذه الأيام ارتقى الشهيد الرئيس صالح الصماد إلى جوار الله شهيدا، بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والجد والاجتهاد في بناء الدولة الحديثة والدفاع عن الوطن؛ حيث جمع بين القيادة الإدارية، والسياسية، والعسكريةٍ، وأسس لبناء دولة حديثة مستقلة تعتمد على نفسها، وهو الذي أطلق شعار (يد تحمي ويد تبني) ليجمع بين العمل الإداري والعمل العسكري، وظل يواجه بكل شجاعة واستبسال حتى اتخذه الله شهيدا، فكان بحق ممن قال الله سبحانه فيهم: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) سورة آل عمران (195)، إن الشهيد الصماد قد أحيا فينا مشاعر العزة والكرامة والإباء والوطنية وحب الشهادة في سبيل الله، وعلمنا كيف يكون المسؤول، ومعنى المسؤولية، ولا غرابة فهو قد تشبع بالثقافة القرآنية، وتمثلها قولا وعملا.
أيها المؤمنون:
ومن أفضل الأعمال القيام بما أوجبه الله علينا من أداء الزكاة كونها ركنا من أركان الإسلام لا تقل شأنا عن الصلاة حيث يقول جل وعلا: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) من سورة الأنبياء- آية (73)، وقال سبحانه: (خذ من أموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم)، وحذر وتوعَّد من يتهاون في دفعها فقال: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم)ٍ سورة التوبة (34)،
عباد الله:
أكثروا في هذا اليوم وكل يوم من الصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد بن عبدالله؛ اللهم صل على محمد وعلى آل اله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم برضاك عن الصحابة الأخيار المنتجبين وعلينا معهم وفيهم يا رب العالمين.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا غما إلا كشفته ولا عسرا إلا يسرته ولا عدوا إلا قصمته ولا عسرا إلا يسرته ولا صعبا إلا سهلته. اللهم اجعل هذا الشهر الكريم شاهدا لنا بالطاعات والحسنات، لا شاهدا علينا بالسيئات والمخالفات، وامنن علينا فيه بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. اللهم وامنن علينا فيه بالنصر المبين على عدوك وعدونا اللهم انصر المجاهدين في سبيلك من الجيش واللجان في كل مكان وثبت أقدامهم وسدد رميهم واحفظهم بحفظك .
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.
اذكروا الله يذكركم وأشكره على نعمة يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون.
➖➖➖➖➖ ➖
📝
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق